في بلد تنهشه الأزمات، ويكافح سكانه لتأمين لقمة العيش، تبدو مشاريع الكسب الحلال كضوء في نفق مظلم، تمنح الأسر الفقيرة فرصة حقيقية للخروج من دوامة الحاجة والعوز.
ومن بين هذه المبادرات الرائدة، يبرز مشروع توزيع الأغنام الذي تنفذه جمعية النجاة الخيرية في قرى اليمن النائية، كأحد أنجح المشاريع التنموية التي تُعيد الكرامة وتمنح الأمل.

واقع الفقر في اليمن: الحاجة إلى حلول مستدامة

تعاني آلاف الأسر اليمنية من الفقر المدقع، نتيجةً لسنوات طويلة من النزاع والانهيار الاقتصادي.
ويُعد الريف اليمني من أكثر المناطق تضررًا، حيث تنعدم فرص العمل، ويعتمد السكان بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية التي رغم أهميتها، إلا أنها لا تكفي لبناء مستقبل مستقر.

من هنا، جاءت رؤية جمعية النجاة الخيرية واضحة:

"لا نمنح الفقير سمكة فقط، بل نعلّمه الصيد".

فكرة مشروع توزيع الأغنام

يقوم المشروع على توزيع عدد مناسب من رؤوس الأغنام على الأسر الأشد فقرًا، بحيث تشكل نواة لمشروع صغير مدرّ للدخل، يوفر لهم:

• الحليب واللحم كمصدر غذائي يومي.

• التكاثر والتجارة كمصدر دخل مستمر.

• الاستقلالية والاعتماد على الذات بدلًا من تلقي المساعدات المتكررة.

أهداف المشروع

يهدف مشروع الكسب الحلال – توزيع الأغنام في اليمن إلى:

• ✅ تمكين الأسر الفقيرة اقتصاديًا عبر مشروع إنتاجي مستدام.

• ✅ توفير الغذاء الطبيعي من لحوم وألبان.

• ✅ تعزيز مفهوم العمل والاعتماد على النفس داخل المجتمعات المستهدفة.

• ✅ تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المجتمعية في القرى النائية.

• ✅ تحسين الوضع الصحي والتغذوي للأطفال والنساء عبر توفير منتجات الألبان.

الأثر الإنساني والاجتماعي للمشروع

مشروع الأغنام ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل هو مشروع حياة.
فهو يساهم في:

حماية الأسر من التسول والاعتماد السلبي على الإغاثة.

تعزيز الروابط الأسرية من خلال إشراك جميع أفراد الأسرة في تربية الأغنام.

خلق بيئة مجتمعية منتجة داخل القرى بدلاً من بيئة مستهلكة.

تحقيق الكرامة الإنسانية لأسر عانت طويلًا من الحرمان.

لماذا مشروع الأغنام بالتحديد؟

الأغنام لا تحتاج إلى تكاليف تشغيل عالية.

تتأقلم بسهولة مع بيئة الريف اليمني.

منتجاتها (اللحم، الحليب، الصوف) مطلوبة محليًا.

قابلة للتكاثر مما يضاعف العائد الاقتصادي للأسر.