الماء حياة ٢٤ - اليمن

تم التبرع
1379
الدولة:
100%
التكلفة 98,457 $
المتـبـقي 0 $
المحصل 98,460 $
وصف المشروع

فارس يحي أحمد عتين طفلٌ في عقده الأول، يخر باكيًا بعد أن شاهد حماره يموت أمام عينيه ، وكأنه يقول من سيجلب لنا الماء بعد اليوم؟؟ تبددت أحلام هذا الصغير الذي يكافح من أجل الحصول على كمية من الماء


القصة كاملة 

في قلب الصحراء العربية وفي أقصى شمال اليمن، حيث قرية الغرزة التابعة لمديرية حرض بمحافظة حجة، التي تبعد عن الحدود السعودية حوالي 6 كيلوا متر مربع .. ولد ونشأ فارس يحيى أحمد عتين، صاحب الـ 7 سنوات، حيث يعيش مع أمه الأرملة، وأخيه الأصغر منه، واثنتين من الأخوات البنات.

عاش فارس وإخوته في ظلال اليُتم وتحت أجنحة قهر الحاجة، مقيدين بأغلال صعوبة الحياة والمعيشة، وتَبِعَات تدني جودتها؛ فوقع على عاتق فارس بحكم ترتيبه بين إخوته فهو الأكبر من بينهم؛ جلب الماء لهم من آبار القرى المجاورة، التي تُقطع لها المسافات على صحراء أرضها رملية؛ ركوبًا على ظهر الحمير التي تحمل بالكاد "جركنين" من الماء، وهو ما يشق على الكبار فضًلا عن هؤلاء الصغار، وفي أحسن الأحوال تقطع هذه المسافات ركوبًا على عربات تجرها الحمير وهو ما يشق أيضًا على الحيوانات ،

 ففي ظل نقص الماء والغذاء للبشر والحيوان جميعًا، تبقى مشقة ومخاطر هذه الرحلات التي يقطعها الرجال والأطفال والنساء بصورة يومية أو شبه يومية للحصول على الماء؛ ليست واقعة على الإنسان فحسب، بل عى الحيوان الذي يصعب عليه مواصلة المسير أو الرحلة لجلب المياه للإنس، في ظل هذه الظروف.

هذا هو ما حدث مع الطفل (الرجل) فارس في أحد رحلاته على ظهر حماره لجلب الماء من إحدى القرى المجاورة لأمه الأرملة وإخوته الأيتام؛ فبسبب نقص الماء؛ لم يقو حمار فارس على حمل الماء، فوقع ميتًا في رحلة رجوعهما إلى البيت بعد أن تحمل فارس والحمار مشقة الرحلة على الرمال والقيام بملئ "جركنين" من الماء، وتحميلهما على ظهر الحمار.

لم يتحمل فارس مشاهدة حمارهم الذي يساعدهم في جلب أهم سبب ضروري لبقاء الإنسان على قيد الحياة (شرب الماء)، وهو يموت؛ فجلس الطفل على إحدى "جركنيه" يبكي، بجوار الحمار الذي يفارق الحياة، ولسانه حاله يقول من سيجلب لنا الماء بعد اليوم؟؟

وبصرف النظر عن ما فعله ذلك المكافح الصغير الذي لم يستسلم لهذه الحال وحاول أن يقوم بدور الحمار، عن طريق ربط جراكن المياه بالحبال وجرها على الرمال، فعلى الرغم مما في  هذه المحاولة من شهامة وبطولة وإحساس بالمسئولية المبكرة؛ إلا أن لها وجه آخر.

فبالإضافة إلى ما فيها من مشقة وخطورة على الأطفال، بل حتى على الرجال الأشداء.. يتمثل الوجه الآخر لهذا التصرف في قراءته على أن الطفل قد أصابته الحسرة واليأس ومشاعر تبدد أحلامه في المكابدة والكفاح من أجل الحصول على ما يكفيه ويكفي إخوته ووالدته من الماء.

تخيل أن بئرًا واحدًا تستفيد منه أربع قرى، يسكنها ما يقارب ثلاثة آلاف شخص، أي حوالي 700 أسرة مستفيدة من القرى المحيطة، والتي تبعد كل منها عن البئر مسافة واحد كيلو متر ونصف فقط.

تخيل سهولة حصولنا على نعمة الماء الذي جعله الله سببًا في حياة الأحياء، حيث تأتينا إلى منازلنا ومجالسنا وأسرتنا بدون أية جهد منا ولا حيلة، وهذه نعم أخرى، تخيل ذلك في مقابل ما يعانية هؤلاء من أجل الحصول على قطرات من الماء تكفيهم ليوم واحد أو يومين.

ألا يستوجب ذلك شكر الله على هذه النعمة وتلك الأفضال.

 إن شكر النعم وشكر الله إنما يكون بأداء حقوق تلك النعم، ذلك الأداء الذي يسهم في حفظها علينا، يقول تعالى: "أفرأيتم الماء الذي تشربون * أانتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجًا فلولا تشكرون".


تقارير المشروع

طلب مندوب
خيارات التبرع
روابط تهمك
وصف المشروع

فارس يحي أحمد عتين طفلٌ في عقده الأول، يخر باكيًا بعد أن شاهد حماره يموت أمام عينيه ، وكأنه يقول من سيجلب لنا الماء بعد اليوم؟؟ تبددت أحلام هذا الصغير الذي يكافح من أجل الحصول على كمية من الماء


القصة كاملة 

في قلب الصحراء العربية وفي أقصى شمال اليمن، حيث قرية الغرزة التابعة لمديرية حرض بمحافظة حجة، التي تبعد عن الحدود السعودية حوالي 6 كيلوا متر مربع .. ولد ونشأ فارس يحيى أحمد عتين، صاحب الـ 7 سنوات، حيث يعيش مع أمه الأرملة، وأخيه الأصغر منه، واثنتين من الأخوات البنات.

عاش فارس وإخوته في ظلال اليُتم وتحت أجنحة قهر الحاجة، مقيدين بأغلال صعوبة الحياة والمعيشة، وتَبِعَات تدني جودتها؛ فوقع على عاتق فارس بحكم ترتيبه بين إخوته فهو الأكبر من بينهم؛ جلب الماء لهم من آبار القرى المجاورة، التي تُقطع لها المسافات على صحراء أرضها رملية؛ ركوبًا على ظهر الحمير التي تحمل بالكاد "جركنين" من الماء، وهو ما يشق على الكبار فضًلا عن هؤلاء الصغار، وفي أحسن الأحوال تقطع هذه المسافات ركوبًا على عربات تجرها الحمير وهو ما يشق أيضًا على الحيوانات ،

 ففي ظل نقص الماء والغذاء للبشر والحيوان جميعًا، تبقى مشقة ومخاطر هذه الرحلات التي يقطعها الرجال والأطفال والنساء بصورة يومية أو شبه يومية للحصول على الماء؛ ليست واقعة على الإنسان فحسب، بل عى الحيوان الذي يصعب عليه مواصلة المسير أو الرحلة لجلب المياه للإنس، في ظل هذه الظروف.

هذا هو ما حدث مع الطفل (الرجل) فارس في أحد رحلاته على ظهر حماره لجلب الماء من إحدى القرى المجاورة لأمه الأرملة وإخوته الأيتام؛ فبسبب نقص الماء؛ لم يقو حمار فارس على حمل الماء، فوقع ميتًا في رحلة رجوعهما إلى البيت بعد أن تحمل فارس والحمار مشقة الرحلة على الرمال والقيام بملئ "جركنين" من الماء، وتحميلهما على ظهر الحمار.

لم يتحمل فارس مشاهدة حمارهم الذي يساعدهم في جلب أهم سبب ضروري لبقاء الإنسان على قيد الحياة (شرب الماء)، وهو يموت؛ فجلس الطفل على إحدى "جركنيه" يبكي، بجوار الحمار الذي يفارق الحياة، ولسانه حاله يقول من سيجلب لنا الماء بعد اليوم؟؟

وبصرف النظر عن ما فعله ذلك المكافح الصغير الذي لم يستسلم لهذه الحال وحاول أن يقوم بدور الحمار، عن طريق ربط جراكن المياه بالحبال وجرها على الرمال، فعلى الرغم مما في  هذه المحاولة من شهامة وبطولة وإحساس بالمسئولية المبكرة؛ إلا أن لها وجه آخر.

فبالإضافة إلى ما فيها من مشقة وخطورة على الأطفال، بل حتى على الرجال الأشداء.. يتمثل الوجه الآخر لهذا التصرف في قراءته على أن الطفل قد أصابته الحسرة واليأس ومشاعر تبدد أحلامه في المكابدة والكفاح من أجل الحصول على ما يكفيه ويكفي إخوته ووالدته من الماء.

تخيل أن بئرًا واحدًا تستفيد منه أربع قرى، يسكنها ما يقارب ثلاثة آلاف شخص، أي حوالي 700 أسرة مستفيدة من القرى المحيطة، والتي تبعد كل منها عن البئر مسافة واحد كيلو متر ونصف فقط.

تخيل سهولة حصولنا على نعمة الماء الذي جعله الله سببًا في حياة الأحياء، حيث تأتينا إلى منازلنا ومجالسنا وأسرتنا بدون أية جهد منا ولا حيلة، وهذه نعم أخرى، تخيل ذلك في مقابل ما يعانية هؤلاء من أجل الحصول على قطرات من الماء تكفيهم ليوم واحد أو يومين.

ألا يستوجب ذلك شكر الله على هذه النعمة وتلك الأفضال.

 إن شكر النعم وشكر الله إنما يكون بأداء حقوق تلك النعم، ذلك الأداء الذي يسهم في حفظها علينا، يقول تعالى: "أفرأيتم الماء الذي تشربون * أانتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجًا فلولا تشكرون".


التقارير