أزمة المياه في بنين: واقع مؤلم

تعاني بنين من نقص حاد في مصادر المياه النقية، حيث يعتمد كثير من السكان في القرى النائية على المياه السطحية الملوثة من الأنهار والبرك، مما يسبب انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا، التيفوئيد، والدوسنتاريا، خاصة بين الأطفال.

وبحسب التقارير الدولية، فإن ما يقارب 40% من سكان الريف في بنين لا يحصلون على مياه آمنة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات والأمراض، ويؤثر سلبًا على التعليم والتنمية الاقتصادية.

النجاة الخيرية: جهود مباركة تروي عطش المحتاجين

في هذا المشهد الإنساني الصعب، جاءت جمعية النجاة الخيرية لتكون يد العون والعطاء، حيث أطلقت العديد من المشاريع الرائدة لحفر الآبار وتوفير مصادر مياه نقية ومستدامة للقرى الفقيرة في بنين.

من خلال فرقها الميدانية وشراكاتها المحلية، تنفذ الجمعية مشاريعها بعناية، بدءًا من دراسة احتياجات كل منطقة، واختيار الموقع المناسب، وصولًا إلى حفر الآبار وتجهيزها بمضخات يدوية أو كهربائية حسب الحاجة.

والأهم من ذلك، أن الجمعية لا تكتفي بحفر البئر فقط، بل تضمن صيانته وتدريب سكان القرية على طرق الاستخدام الآمن والنظيف للمياه، مما يعزز استدامة المشروع.

قصص من أرض الواقع: كيف غيّر الماء الحياة؟

قرية "كوتوبو" في شمال بنين

كانت قرية "كوتوبو" تعاني من الجفاف الشديد، وأطفالها يقطعون يوميًا أكثر من 4 كيلومترات لجلب المياه. وبعد تنفيذ مشروع بئر عميق من قِبل النجاة الخيرية، تبدلت الحياة:

• انخفضت الأمراض الجلدية والمعوية بنسبة كبيرة.

• عاد الأطفال إلى مدارسهم بعد أن تفرغوا للتعليم بدلاً من جلب الماء.

• بدأت الأسر في الزراعة المنزلية مستفيدة من وفرة المياه.

• النساء أصبح لديهن وقت للعمل الحرفي والمساهمة في دخل الأسرة.

أحد سكان القرية قال:

"كأننا وُلدنا من جديد... كنا عطشى للحياة، فجاءتنا النجاة بالماء."

الأثر التنموي لتوفير المياه

توفير المياه لا يعني فقط إرواء عطش الأفراد، بل هو أساس للتنمية المستدامة. فكل بئر تُحفر هو استثمار في:

• الصحة: تقليل نسب الإصابة بالأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.

• التعليم: تخفيف أعباء جلب المياه عن الأطفال وخاصة البنات.

• التمكين الاقتصادي: السماح للنساء بممارسة أعمال إنتاجية.

• الزراعة: تحسين الإنتاج الغذائي للأسر القروية.